تعريف التجويد:
التجويد لغةً: هو مصدر من جوّد تجويداً، والاسم منه الجودة، وهو الإتيان بالجيّدّ أو التّحسين، يُقال: هذا شيء جيّد، أي حسن، وجوّدت الشيء: أي حسّنته، ويُقال: جاد الشيء جَودة وجُودة، أي صار جيّداً، والجود: بذل المقتنيات مالاً كان أو علماً.
والتجويد في الاصطلاح: تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته أي بإعطاء كل حرف من القرآن حقّه ومستحقّه، بمقتضى أصول معهودة، والإتيان بالقراءة مجوّدة بريئة من الرّداءة في النطق.
وتلاوة القرآن حق تلاوته: هو أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر بالإنزجار والإئتمار، فاللسان يرتّل والعقل يترجم والقلب يتّعظ.
وحق الحرف: أي صفاته الذاتية اللازمة له، كالجهر والشدة والاستعلاء والإستفال والغنّة وغيرها، فإنها لازمة لذات الحرف لا تنفك عنه.
ومستحقّه: أي صفاته العرضية الناشئة عن الصفات الذاتية كالتفخيم فإنّه ناشىء من الاستعلاء والترقيق فإنّه ناشىء عن الاستفال وهكذا...
وبكلمة موجزة يمكننا القول أن التجويد علم من علوم القرآن، يرتكز على التدقيق في أداء النص القرآني بطريقة صحيحة تتّفق مع أدقّ القواعد وأفضلها فيما جاءت به اللغة العربية في علوم النّحو والصرف والّلغة ونحوهما، كما يتحرّك في طريقة الأداء التي يعيش فيها الإنسان حركة اللحن والنغم، والإهتزاز في الكلمة، والصوت والحركة بالطريقة التي لا تقترب من الغناء بل تتميّز بجوّ خاص يتناسب مع الجو القرآني الداخلي فيما يثيره من الخشوع والروحانية والإنسياب مع المعاني المتنوّعة السّامية التي يحلّق الإنسان معها بأجنحة روحية نحو آفاق الله سبحانه وتعالى.
فالتجويد إذاً، هو علم خاص بذاته يبحث في كيفية النطق بحروف الهجاء وكيفية الوقوف عليهاوترتيل القرآن ترتيلاً.
وقال الله تعالى في محكم ءاياته: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ وقد سُئل الإمام علي عليه السلام عن معنى قوله تعالى في هذه الآية فقال: "الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقوف".
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً في قوله: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ قال: بيّنه تبياناً، ولا تنثره نثر الرّمل، ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم. آخر السورة .
وقد اعتبر التجويد "ابن الجزري" أمر وفرض واجب يؤثم المرء بتركه، وفي ذلك قوله في مطلع قصيدته المشهورة:
من لم يجوّد القرآن آثم وهكذا منه إلينا وصلا
والأخذ بالتجويد حتم لازم لأنّه به الإله أنزلا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire